الأربعاء، 4 أغسطس 2010

رحلة الى السماء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


خرج رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ الى جنازة, فجلس على القبر , حول اصحابه , فقال:" تعوذوا بالله من عذاب القبر", ثم قال:"ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا, واقبال على الاخرة , نزل  اليه ملائكة من السماء , بيض الوجوه , كأن وجوههم الشمس, معهم كفن وحنوط من الجنة, حتى يجلسوا منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت , فيجلس عند رأسه فيقول: "أيتها النفس الطيبة, اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان,فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء , فيأخذها , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين, حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن  وفي ذلك الحنوط , ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض , فيصعدون بها, فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا "ما هذا الروح الطيب" فيقولون:فلان ابن فلان, بأحسن أسماءه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا, حتى ينتهوا بها الر السماء الدنيا, فيستفتحون له, فيفتح لهم,فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها , حتى ينتهوا به الى السماء السابعة, فيقول الله: " أكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه الى الارض فأني منها خلقتهم وفيها اعيدهم, ومنها اخرجهم تارة اخرى".فتعاد روحه في جسده , فيأتيه ملكان فيجلسانه , فيقولان له : من ربك؟ فيقول ربي الله, فيقولان له "ما دينك؟فيقول ديني الاسلام,فيقولون له:ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم,فيقولون له :وما عملك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت. فينادي مناد من السماء , ان صدق عبدي , فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة, وإفتحوا له بابا من الجنة , فيأتيه من روحها وطيبها , ويفسح له في قبره مد بصره, ويأتيه رجل حسن الوجه , حسن الثياب , طيب الريح, فيقول له:أبشر بالذي يسرك هذا اليوم الذي كنت توعد, فيقول له:من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير.فيقول:أنا عملك الصالح. طنت والله سريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله, فجزاك الله خيرا.




وإن العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا , وإقبال على الاخرة ,نزل اليه من السماء ملائكة سود الوجوه , معهم المسوح, فيجلسون منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه , فيقول: أيتها الروح الخبيثة أخرجي الى سخط من الله وغضب, فتفرق في جسده , فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول , فيلعنه كل ملك بين السماء والارض وكل ملك في السماء , فيأخذها فأذا اخذها , لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على الارض . فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون : فلان ابن فلان , بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا, حتى ينتهي بها الى السماء الدنيا, فيستفتح له فلا يفتح له: ثم قرأ رسول الله ( لاتفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)    . فيقول الله عز وجل " أكتبوا كتابه في سجين, في الارض السفلى. فتطرح روحه طرحا . فتعاد روحه في جسده , ويأتيه ملكان , فيجلسانه فيقولون له: من ربك؟ فيقول :  لا أدري, فيقولون له :ما دينك؟ فيقول: لا أدري, فيقولون له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : لا أدري, فيقولون له: لا دريت ولا تلوت , فينادي مناد من السماء : ان كذب , فأفرشوا له من النار , وإفتحوا له بابا الى النار, فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه , ويأتيه رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب, منتن الريح, فيقول: أبشر بالذي يسوءك , هذا اليوم الذي كنت توعد كنت بطيئا في طاعة الله , سريعا في معصية الله, فجزاك الله شرا. فيقول من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر , فيقول: انا عملك الخبيث. 
فيقول: رب لا تقم الساعة . ثم يقيض له أعمى أصم أبكم, في يده مرزبة لو ضرب بها جبلا صار ترابا . فيضربه ضربه حتى يصير ترابا , ثم يعيده الله كما كان , فيضربه ضربه اخرى , فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الثقلين. 

ليست هناك تعليقات: